من هو ذاك الطفل النائم في السرير؟ أين ذهب مولودي الذي كان يعتمد عليّ في كل شيء؟ كيف نما وتعلم كل هذه الأشياء في عام واحد!
تتذكرين في هذه اللحظة وليدك عندما أحضرته إلى المنزل أول مرة وكيف كان صغيرًا لا يعرف إلا البكاء، كيف مرت هذه الأسابيع سريعًا حتى أتم عامه الأول برفقتك، وكان خلال كامل تلك الفترة مصدر سعادة لا ينضب! ينتاب جميع الأمهات في نهاية العام الأول لأطفالهم مزيج من المشاعر التي لا يمكن وصفها إلا بأنها مشاعر الأمومة الخالصة، تحن إلى هذا الطفل الصغير وتشعر بالفخر لما وصل إليه بعد هذه الأسابيع المرهقة، وتتذكر بين هذا وذاك كمية الجهد الذي بذلته بالتعاون مع الأب للنجاح في تحقيق ما وصلا إليه، وتسترجع جميع اللحظات السعيدة التي قضوها معًا في شريط ذكريات جميل لا يعبر عنه شيء أصدق من هذه الدموع التي تتجمع في العينين وتأتي على استحياء لتنفس عن هذه المشاعر المحبة المخلصة.
أنتِ بطلة! تحملت تسريب الحفاظات والرضاعة في الأماكن العامة وتغيير الحفاظات في الكرسي الخلفي لسيارتك وزيارات طبيب الأطفال والتطعيمات المتواترة، وبذلت مجهودًا ضخمًا في تدريب طفلك على محاولة الوصول إلى الأشياء والإمساك بها وتشجيعه على الدحرجة والجلوس والحبو والوقوف وربما المشي – كل ذلك خلال 12 شهرًا فقط تنادي فيها كل ذرة في جسدك "أريد أن أنام!". أنتِ تستحقين التكريم والحصول على ميدالية وكأس، ولكن قدر الأمهات أن يحصلن بدلًا من ذلك على كأس عصير.
باسترجاع ذكريات العام الماضي، ستبسمين عند تذكر تلك الأشياء التي أوليتها اهتمامًا كبيرًا وأخذت مساحة كبيرة من تفكيرك لتكتشفي بمرور الأيام أنها لم تكن تستحق كل هذا العناء. لأن في نهاية المطاف كل ما يحتاجه طفلك هو أنتِ، وليس أي شيء آخر سواك، كي يصل بمساعدتك إلى ما هو عليه اليوم. كل هذه الألعاب والنصائح والأفكار ما هي إلا أدوات مساعدة لمساندة الأمهات اللواتي قطعن على أنفسهم عهدًا أن ينشئن أطفالًا مؤثرين وناجحين. سيبني طفلك جميع المهارات التي سيكتسبها في المستقبل على الأساس المتين الذي كونه خلال الإثني عشرة شهرًا الماضية. وهذا دافع كافٍ لك لبذل قصارى جهدك لتطوير وتنمية طفلك بأقصى درجة ممكنة.
نحن في مونكي بوكس فخورين بكِ وبما قدمتِه لطفلك ونسعد أن نكون عونًا لك خلال المراحل القادمة في رحلة مليئة بالتطور والنجاح والازدهار والسعادة.
أحسنتما صنعًا! كافئا أنفسكما بالهدايا، فأنتما أبوان رائعان وتستحقان ذلك!